الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }

أقسم بالكتاب المبين وهو القرآن وجعل قوله { إِنَّا جَعَلْنَـٰهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً } جواباً للقسم وهو من الأيمان الحسنة البديعة، لتناسب القسم والمقسم عليه، وكونهما من واد واحد. ونظيره قول أبي تمام
وَثَنَايَاكِ إِنَّهَا إِغْرِيضُ   
;لْمُبِينِ } البين للذين أنزل عليهم لأنه بلغتهم وأساليهم. وقيل الواضح للمتدبرين. وقيل المبين الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة، وأبان ما تحتاج إليه الأمة في أبواب الديانة { جَعَلْنَـٰهُ } بمعنى صيرناه معدّى إلى مفعولين. أو بمعنى خلقناه معدّى إلى واحد، كقوله تعالىوَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ } الأنعام 1. و { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً } حال. ولعل مستعار لمعنى الإرادة لتلاحظ معناها ومعنى الترجي، أي خلقناه عربياً غير عجمي إرادة أن تعقله العرب، ولئلا يقولوا لولا فصلت آياته، وقرىء «أمّ الكتاب» بالكسر وهو اللوح، كقوله تعالىبَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } البروج 21- 22 سمي بأم الكتاب لأنه الأصل الذي أثبتت فيه الكتب منه تنقل وتنتسخ. على رفيع الشأن في الكتب لكونه معجزاً من بينها { حَكِيمٌ } ذو حكمة بالغة، أي منزلته عندنا منزلة كتاب هما صفتاه، وهو مثبت في أم الكتاب هكذا.