الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } * { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }

فإن قلت بم اتصل قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ }؟ قلت هو بدل من قولهإنّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى ءايَـٰتِنَا } فصلت 40 والذكر القرآن، لأنهم لكفرهم به طعنوا فيه وحرّفوا تأويله { وَإِنَّهُ لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ } أي منيع محمى بحماية الله تعالى { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } مثل كأن الباطل لا يتطرّق إليه ولا يجد إليه سبيلاً من جهة من الجهات حتى يصل إليه ويتعلق به. فإن قلت أما طعن فيه الطاعنون، وتأوّله المبطلون؟ قلت بلى، ولكن الله قد تقدّم في حمايته عن تعلق الباطل به بأن قيض قوماً عارضوهم بإبطال تأويلهم وإفساد أقاويلهم، فلم يخلوا طعن طاعن إلا ممحوقاً، ولا قول مبطل إلا مضمحلاً. ونحوه قوله تعالىإِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } الحجر 9.