الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } * { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ }

البأس شدّة العذاب. ومنه قوله تعالىبِعَذَابٍ بَئِيسٍ } الأعراف 165. فإن قلت أي فرق بين قوله تعالى { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ } وبينه لو قيل فلم ينفعهم إيمانهم؟ قلت هو من كان في نحو قولهمَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } مريم 35 والمعنى فلم يصحّ ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم. فإن قلت كيف ترادفت هذه الفاءات؟ قلت أما قوله تعالىفَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } غافر 82 فهو نتيجة قولهكَانُواْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ } غافر 82 وأما قولهفَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } غافر 83 فجار مجرى البيان والتفسير، لقوله تعالىفَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } غافر 82 كقولك رزق زيد المال فمنع المعروف فلم يحسن إلى الفقراء. وقوله { لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } تابع لقولهفَلَمَّا جَاءتْهُمْ } غافر 83 كأنه قال فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا، وكذلك { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ } تابع لإيمانهم لما رأوا بأس الله { سُنَّةَ ٱللَّهِ } بمنزلةوَعَدَ ٱللَّهُ } النساء 95 وما أشبهه من المصادر المؤكدة. و { هُنَالِكَ } مكان مستعار للزمان، أي وخسروا وقت رؤية البأس، وكذلك قولهوَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } غافر 78 بعد قولهفَإِذَا جَـاء أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِىَ بِٱلْحَقّ } غافر 78 أي وخسروا وقت مجيء أمر الله، أو وقت القضاء بالحق. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 984 " من قرأ سورة المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلاّ صلّى عليه واستغفر له ".