الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

هذه أيضاً دلالة أخرى على تميزه بأفعال خاصة، وهي أنه جعل الأرض مستقراً { وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً } أي قبة. ومنه أبنية العرب لمضاربهم لأن السماء في منظر العين كقبة مضروبة على وجه الأرض { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } وقرىء بكسر الصاد والمعنى واحد. قيل لم يخلق حيواناً أحسن صورة من الإنسان. وقيل لم يخلقهم منكوسين كالبهائم، كقوله تعالىفِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } التين 4 { فَٱدْعُوهُ } فاعبدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ } أي الطاعة من الشرك والرياء، قائلين { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } وعن ابن عباس رضي الله عنهما من قال لا إلـٰه إلاّ الله، فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين.