الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

{ ٱدْعُونِى } اعبدوني، والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن، ويدلّ عليه قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى } والاستجابة الإثابة وفي تفسير مجاهد اعبدوني أثبكم. وعن الحسن - وقد سئل عنها - اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله. وعن الثوري أنه قيل له ادع الله، فقال إن ترك الذنوب هو الدعاء. وفي الحديث 982 " إذا شغل عبدي طاعتي عن الدعاء، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " وروى النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " وقرأ هذه الآية. ويجوز أن يريد الدعاء والاستجابة على ظاهرهما، ويريد بعبادتي دعائي، لأن الدعاء باب من العبادة ومن أفضل أبوابها، يصدقه قول ابن عباس رضي الله عنهما أفضل العبادة الدعاء. وعن كعب أعطى الله هذه الأمة ثلاث خلال لم يعطهن إلاّ نبياً مرسلاً كان يقول لكل نبيّ أنت شاهدي على خلقي وقال لهذه الأمةلّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ } البقرة 143 وكان يقول ما عليك من حرج، وقال لنامَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ } المائدة 6 وكان يقول أدعني أستجب لك وقال لنا { ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ }. وعن ابن عباس وحدوني أغفر لكم، وهذا تفسير للدعاء بالعبادة، ثم للعبادة بالتوحيد { دٰخِرِينَ } صاغرين.