الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

فإن قلت كيف جاز دخول { بَيْنَ } على { أَحَدٍ } وهو يقتضي شيئين فصاعداً؟ قلت إن أحداً عام في الواحد المذكر والمؤنث وتثنيتهما وجمعهما، تقول ما رأيت أحداً، فتقصد العموم، ألا تراك تقول إلا بني فلان، وإلا بنات فلان فالمعنى ولم يفرقوا بين اثنين منهم أو بين جماعة ومنه قوله تعالىلَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ٱلنّسَاء } الأحزاب 32، { سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } معناه أنّ إيتاءها كائن لا محالة وإن تأخر فالغرض به توكيد الوعد وتثبيته لا كونه متأخراً.