الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

قرىء «ينجي» و«ينجي» { بِمَفَازَتِهِمْ } بفلاحهم، يقال فاز بكذا إذا أفلح به وظفر بمراده منه. وتفسير المفازة قوله { لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } كأنه قيل ما مفازتهم؟ فقيل لا يمسهم السوء، أي ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم. أو بسبب منجاتهم، من قوله تعالىفَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مّنَ ٱلْعَذَابِ } آل عمران 188 أي بمنجاة منه لأنّ النجاة من أعظم الفلاح، وسبب منجاتهم العمل الصالح ولهذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما المفازة بالأعمال الحسنة، ويجوز بسبب فلاحهم لأنّ العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة. ويجوز أن يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لأنه سببها. وقرىء «بمفازاتهم» على أن لكل متّق مفازة. فإن قلت { لاَ يَمَسُّهُمُ } ما محله من الإعراب على التفسيرين؟ قلت أما على التفسير الأوّل فلا محل له لأنه كلام مستأنف. وأما على الثاني فمحله النصب على الحال.