الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ أَفَمَن } عرف الله أنه من أهل اللطف فلطف به حتى انشرح صدره للإسلام ورغب فيه وقبله كمن لا لطف له فهو حرج الصدر قاسي القلب، ونور الله هو لطفه. 966 وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقيل يا رسول الله، كيف انشراح الصدر؟ قال " إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح " ، فقيل يا رسول الله، فما علامة ذلك؟ قال " الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول الموت " ، وهو نظير قولهأَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } الزمر 9 في حذف الخبر { مّن ذِكْرِ ٱللَّهِ } من أجل ذكره، أي إذا ذكر الله عندهم أو آياته اشمأزوا وازدادت قلوبهم قساوة، كقوله تعالىفَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } التوبة 125. وقرىء «عن ذكر الله» فإن قلت ما الفرق بين من وعن في هذا؟ قلت إذا قلت قسا قلبه من ذكر الله، فالمعنى ما ذكرت، من أن القسوة من أجل الذكر وبسببه، وإذا قلت عن ذكر الله، فالمعنى غلظ عن قبول الذكر وجفا عنه. ونظيره سقاه من العيمة، أي من أجل عطشه، وسقاه عن العيمة إذا أرواه حتى أبعده عن العطش.