الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } * { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ }

{ مِنْهَا } من الجنة. وقيل من السماء. وقيل من الخلقة التي أنت فيها لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته فاسودّ بعد ما كان أبيض وقبح بعد ما كان حسناً، وأظلم بعد ما كان نورانياً. والرجيم المرجوم. ومعناه المطرود، كما قيل له المدحور والملعون لأنّ من طرد رمي بالحجارة على أثره. والرجم الرمي بالحجارة. أو لأنّ الشياطين يرجمون بالشهب. فإن قلت قوله { لَعْنَتِى إلىٰ يَوْمِ ٱلدّينِ } كأن لعنة إبليس غايتها يوم الدين ثم تنقطع؟ قلت كيف تنقطع وقد قال الله تعالىفَأَذَّنَ مُؤَذّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأعراف 44 ولكن المعنى أن عليه اللعنة في الدنيا، فإذا كان يوم الدين اقترن له باللعنة ما ينسى عنده اللعنة، فكأنها انقطعت.