الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } * { وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ }

{ ٱلدُّنْيَا } القربى منكم. والزينة مصدر كالنسبة، واسم لما يزان به الشيء، كالليقة اسم لما تلاق به الدواة، ويحتملهما قوله { بِزِينَةٍ ٱلْكَوٰكِبِ } فإن أردت المصدر، فعلى إضافته إلى الفاعل، أي بأن زانتها الكواكب، وأصله بزينة الكواكب أو على إضافته إلى المفعول، أي بأن زان الله الكواكب وحسنها، لأنها إنما زينت السماء لحسنها في أنفسها، وأصله { بِزِينَةٍ ٱلْكَوٰكِبِ } وهي قراءة أبي بكر والأعمش وابن وثاب، وإن أردت الاسم فللإضافة وجهان أن تقع الكواكب بياناً للزينة، لأن الزينة مبهمة في الكواكب وغيرها مما يزان به، وأن يراد ما زينت به الكواكب. وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما بزينة الكواكب بضوء الكواكب ويجوز أن يراد أشكالها المختلفة، كشكل الثريا وبنات نعش والجوزاء، وغير ذلك، ومطالعها ومسايرها. وقرىء على هذا المعنى «بزينة الكواكب» بتنوين زينة وجرّ الكواكب على الإبدال. ويجوز في نصب الكواكب أن يكون بدلاً من محل بزينة { وَحِفْظاً } مما حمل على المعنى لأنّ المعنى إنا خلقنا الكواكب زينة للسماء وحفظاً من الشياطين، كما قال تعالىوَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا بِمَصَـٰبِيحَ وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لّلشَّيَـٰطِينِ } الملك 5 ويجوز أن يقدر الفعل المعلل كأنه قيل وحفظاً { مِن كُلّ شَيْطَـٰنٍ } زيناها بالكواكب، وقيل وحفظناها حفظاً. والمارد الخارج من الطاعة المتملس منها.