الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ }

{ أَوَ ءابَاؤُنَا } معطوف على محل { إِن } واسمها. أو على الضمير في مبعوثون، والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام. والمعنى أيبعث أيضاً آباؤنا على زيادة الاستبعاد، يعنون أنهم أقدم، فبعثهم أبعد وأبطل. وقرىء «أو آباؤنا» { قُلْ نَعَمْ } وقرىء «نعم» بكسر العين وهما لغتان. وقرىء «قال نعم» أي الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم. والمعنى نعم تبعثون { وَأَنتُمْ دٰخِرُونَ } صاغرون { فَإِنَّمَا } جواب شرط مقدّر تقديره إذا كان ذلك فما { هِىَ } إلا { زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } وهي لا ترجع إلى شيء، إنما هي مبهمة موضحها خبرها. ويجوز فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية. والزجرة الصيحة، من قولك زجر الراعي الإبل أو الغنم إذا صاح عليها فريعت لصوته. ومنه قوله
زَجْرَ أَبِي عُرْوَةَ السِّبَاعَ إذَا أَشْفَقَ أَنْ يَخْتَلِطْنَ بِالغَنَمِ   
يريد تصويته بها { فَإِذَا هُم } أحياء بصراء { يُنظَرُونَ }.