الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ }

{ نُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } نبعثهم بعد مماتهم. وعن الحسن إحياؤهم أن يخرجهم من الشرك إلى الإيمان { وَنَكْتُبُ مَا } أسلفوا من الأعمال الصالحة وغيرها وما هلكوا عنه من أثر حسن، كعلم علموه، أو كتاب صنفوه، أو حبيس حبسوه، أو بناء بنوه من مسجد أو رباط أو قنطرة أو نحو ذلك. أو سيىء كوظيفة وظفها بعض الظلام على المسلمين، وسكة أحدث فيها تخسيرهم، وشيء أحدث فيه صدّ عن ذكر الله من ألحان وملاهٍ، وكذلك كل سنة حسنة أو سيئة يستن بها. ونحوه قوله تعالىيُنَبَّؤُاْ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } القيامة 13 أي قدّم من أعماله، وأخّر من آثاره. وقيل هي آثار المشائين إلى المساجد. وعن جابر 933 أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حوله خالية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتانا في ديارنا وقال " يا بني سلمة، بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد " ، فقلنا نعم، بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية، فقال " عليكم دياركم. فإنما تكتب آثاركم " قال فما وددنا حضرة المسجد لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عمر بن عبد العزيز لو كان الله مغفلاً شيئاً لأغفل هذه الآثار التي تعفيها الرياح. والإمام اللوح. وقرىء «ويُكتَبُ ما قدّموا وآثارهم» على البناء للمفعول «وكل شيء» بالرفع.