الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }

فإن قلت قد ذكر ما دلّ على انتفاء إيمانهم مع ثبوت الإنذار ثم قفاه بقوله { إِنَّمَا تُنذِرُ } وإنما كانت تصح هذه التقفية لو كان الإنذار منفياً. قلت هو كما قلت، ولكن لما كان ذلك نفياً للإيمان مع وجود الإنذار وكان معناه أن البغية المرومة بالإنذار غير حاصلة وهي الإيمان، قفي بقوله { إِنَّمَا تُنذِرُ } على معنى إنما تحصل البغية بإنذارك من غير هؤلاء المنذرين وهم المتبعون للذكر وهو القرآن أو الوعظ، الخاشون ربهم.