الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله، وتكذيبهم بها، وسلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن له في الأنبياء قبله أسوة حسنة، ثم جاء بما يشتمل على الوعد والوعيد من رجوع الأمور إلى حكمة ومجازاة المكِذبْ والمكذَبْ بما يستحقانه. وقرىء «ترجع» بضم التاء وفتحها. فإن قلت ما وجه صحة جزاء الشرط؟ ومن حق الجزاء أن يتعقب الشرط وهذا سابق له. قلت معناه وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك، فوضع { فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ } موضع فتأس، استغناء بالسبب عن المسبب أعني بالتكذيب عن التأسي. فإن قلت ما معنى التنكير في رسل؟ قلت معناه فقد كذبت رسل، أي رسل ذوو عدد كثير. وأولوا آيات ونذر. وأهل أعمار طوال وأصحاب صبر وعزم، وما أشبه ذلك، وهذا أسلى له، وأحثّ على المصابرة.