الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }

{ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ } يداومون على تلاوته وهي شأنهم وديدنهم. وعن مطرف رحمه الله هي آية القرّاء. عن الكلبي رحمه الله يأخذون بما فيه. وقيل يعلمون ما فيه ويعملون به. وعن السدي رحمه الله هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم. وعن عطاء هم المؤمنون { يَرْجُونَ } خبر إن. والتجارة طلب الثواب بالطاعة. و { لِيُوَفّيَهُمْ } متعلق بلن تبور، أي تجارة ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقهم عنده { أُجُورَهُمْ } وهي ما استحقوه من الثواب { وَيَزِيدُهُمْ } من التفضل على المستحق. وإن شئت جعلت { يَرْجُونَ } في موضع الحال على وأنفقوا راجين ليوفيهم، أي فعلوا جميع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله لهذا الغرض، وخبر إن قوله { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } على معنى غفور لهم شكور لأعمالهم. والشكر مجاز عن الإثابة.