الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ }

{ بِٱلْحَقّ } حال من أحد الضميرين، يعني محقاً أو محقين، أو صفة للمصدر، أي إرسالاً مصحوباً بالحق. أو صلة لبشير ونذير على بشيراً بالوعد الحق، ونذيراً بالوعيد الحق وإن من أُمة إلاخلا فيها نذير. والأمّة الجماعة الكثيرة. قال الله تعالىوجد عليه أمّة من الناس } القصص 23، ويقال لأهل كل عصر أمّة، وفي حدود المتكلمين الأمّة هم المصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم دون المبعوث إليهم، وهم الذين يعتبر إجماعهم، والمراد ههنا أهل العصر. فإن قلت كم من أمّة في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولم يخل فيها نذير؟ قلت إذا كانت آثار النذارة باقية لم تخل من نذير إلى أن تندرس،وحين اندرست آثار نذارة عيسى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم. فإن قلت كيف اكتفى بذكر النذير عن البشير في آخر الآية بعد ذكرهما؟ قلت لما كانت النذارة مشفوعة بالبشارة لا محالة، دلّ ذكرها على ذكرها، لا سيما قد اشتملت الآية على ذكرهما.