الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }

{ وَلَوْ تَرَى } جوابه محذوف، يعني لرأيت أمراً عظيماً وحالاً هائلة. و «لو» و «إذ» والأفعال التي هي «فزعوا» و «أخذوا» وحيل بينهم كلها للمضي. والمراد بها الاستقبال لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان ووجد لتحققه، ووقت الفزع وقت البعث وقيام الساعة. وقيل وقت الموت. وقيل يوم بدر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت في خسف البيداء، وذلك أن ثمانين ألفاً يغزون الكعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم { فَلاَ فَوْتَ } فلا يفوتون الله ولا يسبقونه. وقرىء «فلا فوت» والأخذ من مكان قريب من الموقف إلى النار إذا بعثوا. أو من ظهر الأرض إلى بطنها إذا ماتوا. أو من صحراء بدر إلى القليب. أو من تحت أقدامهم إذا خسف بهم. فإن قلت علام عطف قوله { وَأُخِذُواْ }؟ قلت فيه وجهان العطف على فزعوا، أي فزعوا وأخذوا فلا فوت لهم. أو على لا فوت، على معنى إذا فزعوا فلم يفوتوا وأخذوا. وقرىء «وأخذ» وهو معطوف على محل لا فوت ومعناه فلا فوت هناك، وهناك أخذ.