الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ }

والحيّ إمّا أن يبدىء فعلاً أو يعيده فإذا هلك لم يبق له إبداء ولا إعادة، فجعلوا قولهم لا يبدىء ولا يعيد مثلاً في الهلاك. ومنه قول عبيد
أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عَبِيدُ فَالْيَوْمَ لاَ يُبْدِي وَلاَ يُعِيدُ   
والمعنى جاء الحق وهلك الباطل، كقوله تعالىجَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ } الإسراء 81 وعن ابن مسعود رضي الله عنه 915 دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بعود نبعة ويقولجَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا } الإسراء 81، { جَاء ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىء ٱلْبَـٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ }. والحق القرآن. وقيل الإسلام. وقيل السيف. وقيل الباطل إبليس لعنه الله، أي ما ينشىء خلقاً ولا يعيده، المنشيء والباعث هو الله تعالى. وعن الحسن لا يبدىء لأهله خيراً ولا يعيده، أي لا ينفعهم في الدنيا والآخرة. وقال الزجاج أيّ شيء ينشيء إبليس ويعيده، فجعله للاستفهام. وقيل للشيطان الباطل لأنه صاحب الباطل أو لأنه هالك كما قيل له الشيطان، من شاط إذا هلك.