الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

أحد في الأصل بمعنى وحد، وهو الواحد، ثم وضع في النفي العام مستوياً فيه المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه. ومعنى قوله { لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ٱلنّسَاء } لستنِّ كجماعة واحدة من جماعات النساء، أي إذا تقصيت أمة النساء جماعة جماعة لم توجد منهن جماعة واحدة تساويكن في الفضل والسابقة، ومثله قوله تعالىوَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ } النساء 152 يريد بين جماعة واحدة منهم، تسوية بين جميعهم في أنهم على الحق المبين { إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ } إن أردتن التقوى، وإن كنتن متقيات { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ } فلا تجبن بقولكن خاضعاً، أي لينا خنثا مثل كلام المريبات والمومسات { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ } أي ريبة وفجور. وقرىء بالجزم، عطفاً على محل فعل النهي، على أنهن نهين عن الخضوع بالقول. ونهى المريض القلب عن الطمع، كأنه قيل لا تخضعن فلا يطمع. وعن ابن محيصن أنه قرأ بكسر الميم، وسبيله ضم الياء مع كسرها وإسناد الفعل إلى ضمير القول، أي فيطمع القول المريب { قَوْلاً مَّعْرُوفاً } بعيداً من طمع المريب بجد وخشونة من غير تخنث، أو قولاً حسناً مع كونه خشناً.