الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً }

فإن قلت فما حقيقة قوله { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }. وقرىء «أسوة» بالضم؟ قلت فيه وجهان، أحدهما أنه في نفسه أسوة حسنة، أي قدوة، وهو الموتسى به، أي المقتدى به، كما تقول في البيضة عشرون منا حديد، أي هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد. والثانيأن فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها وتتبع. وهي المواساة بنفسه { لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ } بدل من لكم، كقولهلِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ } الأعراف 75 يرجو الله واليوم الآخر من قولك رجوت زيداً وفضله، أي فضل زيد، أو يرجو أيام الله. واليوم الآخر خصوصاً. والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف { وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } وقرن الرجاء بالطاعات الكثيرة والتوفر على الأعمال الصالحة، والمؤتسى برسول الله صلى الله عليه وسلم من كان كذلك.