الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ }

الفتح النصر، أو الفصل بالحكومة، من قولهرَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا } الأعراف 89 وكان المسلمون يقولون إنّ الله سيفتح لنا على المشركين. ويفتح بيننا وبينهم، فإذا سمع المشركون قالوا { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } أي في أيّ وقت يكون { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في أنه كائن. و { يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم، ويوم نصرهم عليهم، وقيل هو يوم بدر. وعن مجاهد والحسن رضي الله عنهما يوم فتح مكة. فإن قلت قد سألوا عن وقت الفتح، فكيف ينطبق هذا الكلام جواباً على سؤالهم. قلت كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح، استعجالاً منهم عن وجه التكذيب والاستهزاء، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا، فكأني بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم، وآمنتم فلم ينفعكم الإيمان، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا. فإن قلت فمن فسره بيوم الفتح أو يوم بدر كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان، وقد نفع الطلقاء يوم فتح مكة وناساً يوم بدر. قلت المراد أنّ المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق { وَٱنتَظِرْ } النصرة عليهم وهلاكهم { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } الغلبة عليكم وهلاككم، كقوله تعالىفَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } التوبة 52 وقرأ ابن السميفع رحمه الله منتظرون، بفتح الظاء. ومعناه وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة. أو وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 868 " مَنْ قرأ «آلم تنزيل» « وتبارك الَّذِي بيدهِ الملك»، أُعطي من الأجرِ كأنما أحيا ليلةَ القدرِ " ، وقالَ 869 " منْ قرأَ آلۤم تنزيل في بيته لمّ يدخلِ الشيطانَ بيته ثلاثةَ أيامٍ ".