الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ }

قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه «ومن يسلم» بالتشديد، يقال أسلم أمرك وسلم أمرك إلى الله. فإن قلت ماله عدّي بإلى، وقد عدّي باللام في قولهبَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } البقرة 112؟ قلت معناه مع اللام أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه سالماً لله، أي خالصاً له. ومعناه - مع إلى - أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه. والمراد التوكل عليه والتفويض إليه { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } من باب التمثيل مثلت حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق، فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } أي هي صائرة إليه.