قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه «ومن يسلم» بالتشديد، يقال أسلم أمرك وسلم أمرك إلى الله. فإن قلت ماله عدّي بإلى، وقد عدّي باللام في قوله{ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } البقرة 112؟ قلت معناه مع اللام أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه سالماً لله، أي خالصاً له. ومعناه - مع إلى - أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه. والمراد التوكل عليه والتفويض إليه { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } من باب التمثيل مثلت حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق، فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } أي هي صائرة إليه.