الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }

قرىء { مِثْقَالَ حَبَّةٍ } بالنصب والرفع، فمن نصب كان الضمير للهنة من الإساءة أو الإحسان، أي إن كانت مثلاً في الصغر والقماءة كحبة الخردل، فكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي { يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } يوم القيامة فيحاسب بها عاملها { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } يتوصل علمه إلى كل خفي { خَبِيرٌ } عالم بكنهه. وعن قتادة لطيف باستخراجها، خبير بمستقرّها. ومن قرأ بالرفع كان ضمير القصة، وإنما أنث المثقال لإضافته إلى الحبة، كما قال
كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ الْقَنَاةِ مِنَ الدَّمِ   
وروي أنّ ابن لقمان قال له أرأيت الحبة تكون في مقل البحر - أي في مغاصه - يعلمها الله؟ فقال إنّ الله يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة لأنّ الحبة في الصخرة أخفى منها في الماء. وقيل الصخرة هي التي تحت الأرض، وهي السجين يكتب فيها أعمال الكفار. وقرىء «فتكن» بكسر الكاف. من وكن الطائر يكن إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلاً.