الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ }

قرىء بفتح الضاد وضمها، وهما لغتان. والضم أقوى في القراءة، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال 848 قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضَعف، فأقرأني من ضُعف. وقوله { خَلَقَكُمْ مّن ضَعْفٍ } كقولهخُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } الأنبياء 37 يعني أنّ أساس أمركم وما عليه جبلتكم وبنيتكم الضعفوَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً } النساء 28 أي ابتدأناكم في أوّل الأمر ضعافاً. وذلك حال الطفولة والنشء حتى بلغتم وقت الاحتلام والشبيبة، وتلك حال القوّة إلى الاكتهال وبلوغ الأشدّ، ثم رددتم إلى أصل حالكم وهو الضعف بالشيخوخة والهرم. وقيل من ضعف من النطف، كقوله تعالىمّن مَّاء مَّهِينٍ } السجدة 8، المرسلات 20 وهذا الترديد في الأحوال المختلفة، والتغيير من هيئة إلى هيئة وصفة إلى صفة أظهر دليل وأعدل شاهد على الصانع العليم القادر.