الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

حق ذي القربى صلة الرحم. وحق المسكين وابن السبيل نصيبهما من الصدقة المسماة لهما. وقد احتج أبو حنيفة رحمه الله بهذه الآية في وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب. وعند الشافعي رحمه الله لا نفقة بالقرابة إلا على الولد والوالدين قاس سائر القرابات على ابن العم، لأنه لا ولاد بينهم. فإن قلت كيف تعلق قوله { فَئَاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ } بما قبله حتى جيء بالفاء؟ قلت لما ذكر أنّ السيئة أصابتهم بما قدّمت أيديهم، أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك { يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } يحتمل أن يراد بوجهه ذاته أو جهته وجانبه، أي يقصدون بمعروفهم إياه خالصاً وحقه، كقوله تعالىإِلاَّ ٱبْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ ٱلأَعْلَىٰ } الليل 20 أو يقصدون جهة التقرّب إلى الله لا جهة أخرى، والمعنيان متقاربان، ولكن الطريقة مختلفة.