الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ }

قرىء «عاقبة» بالنصب والرفع. و { ٱلسوۤأىٰۤ } تأنيث الأسوأ وهو الأقبح، كما أنّ الحسنى تأنيث الأحسن. والمعنى أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار، ثم كانت عاقبتهم سوأى إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر، أي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة، وهي جهنم التي أعدّت للكافرين. و { أَن كَذَّبُواْ } بمعنى لأن كذبوا. ويجوز أن يكون أن بمعنى أي لأنه إذا كان تفسير الإساءة التكذيب والاستهزاء كانت في معنى القول، نحو نادى. وكتب، وما أشبه ذلك. ووجه آخر وهو أن يكون { أَسٰۤءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰۤ } بمعنى اقترفوا الخطيئة التي هي أسوأ الخطايا، و { أَن كَذَّبُواْ } عطف بيان لها، وخبر كان محذوف كما يحذف جواب لما ولو، إرادة الإبهام.