الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ }

{ أَمْ } منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } بمعنى ولما تجاهدوا، لأنّ العلم متعلق بالمعلوم فنزل نفي العلم منزلة نفي متعلقه لأنه منتف بانتفائه. يقول الرجل ما علم الله في فلان خيراً، يريد ما فيه خير حتى يعلمه. ولما بمعنى لم، إلا أن فيها ضرباً من التوقع فدلّ على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل. وتقول وعدني أن يفعل كذا، ولما تريد، ولم يفعل، وأنا أتوقع فعله. وقرىء «ولما يعلمَ اللَّهُ» بفتح الميم. وقيل أراد النون الخفيفة ولما يعلمَن فحذفها { وَيَعْلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } نصب بإضمار أن والواو بمعنى الجمع، كقولك لا تأكل السمك وتشربَ اللبن. وقرأ الحسن بالجزم على العطف. وروى عبد الوارث عن أبي عمرو «ويعلم» بالرفع على أنّ الواو للحال، كأنه قيل ولما تجاهدوا وأنتم صابرون.