الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }

افتراؤهم على الله تعالىٰ كذباً زعمهم أن لله شريكاً. وتكذيبهم بما جاءهم من الحق كفرهم بالرسول والكتاب. وفي قوله { لَمَّا جَاءهُ } تسفيه لهم، يعني لم يتلعثموا في تكذيبه وقت سمعوه، ولم يفعلوا كما يفعل المراجيح العقول المثبتون في الأمور يسمعون الخبر فيستعملون فيه الروية والفكر. ويستأنسون إلى أن يصح لهم صدقه أو كذبه { أَلَيْسَ } تقرير لثوائهم في جهنم، كقوله
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا   
قال بعضهم ولو كان استفهاماً ما أعطاه الخليفة مائة من الإبل. وحقيقته أن الهمزة همزة الإنكار دخلت على النفي، فرجع إلى معنى التقرير، فهما وجهان، أحدهما ألا يثوون في جهنم، وألا يستوجبون الثواء فيها، وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله، وكذبوا بالحق هذا التكذيب والثاني ألم يصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين، حتى اجترؤوا مثل هذه الجرأة؟.