الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

{ لَنُبَوّئَنَّهُمْ } لننزلنهم { مِنَ ٱلْجَنَّةِ } علالي. وقرىء «لنثوّينهم» من الثواء وهو النزول للإقامة. يقال ثوى في المنزل، وأثوى هو، وأثوى غيره وثوى غير متعد، فإذا تعدى بزيادة همزة النقل لم يتجاوزه مفعولاً واحداً، نحو ذهب، وأذهبته. والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف إمّا إجراؤه مجرى لننزلنهم ونبوئنهم. أو حذف الجار وإيصال الفعل أو تشبيه الظرف المؤقت بالمبهم. وقرأ يحيى بن وثاب «فنعم»، فزيادة الفاء { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على مفارقة الأوطان والهجرة لأجل الدين. وعلى أذى المشركين، وعلى المحن والمصائب، وعلى الطاعات، وعن المعاصي وعلى ربهم يتوكلون ولم يتوكلوا في جميع ذلك إلا على الله تعالى.