الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

{ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } بالخصلة التي هي أحسن وهي مقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم. والسورة بالأناة، كما قالٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } المؤمنون 96، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } فأفرطوا في الاعتداء والعناد ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق. فاستعملوا معهم الغلظة، وقيل إلا الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إلا الذين أثبتوا الولد والشريك وقالوا يد الله مغلولة. وقيل معناه ولا تجادلوا الداخلين في الذمّة المؤدّين للجزية إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا فنبذوا الذمّة ومنعوا الجزية، فإن أولئك مجادلتهم بالسيف. وعن قتادة الآية منسوخة بقوله تعالىقَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ } التوبة 29 ولا مجادلة أشد من السيف وقوله { وَقُولُواْ ءامَنَّا بِٱلَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا } من جنس المجادلة بالتي هي أحسن. وعن النبي صلى الله عليه وسلم 830 " ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدّقوهم، وإن كان حقاً لم تكذبوهم ".