{ أَن يَسْبِقُونَا } أي يفوتونا، يعني أنّ الجزاء يلحقهم لا محالة، وهم لم يطمعوا في الفوت، ولم يحدّثوا به نفوسهم، ولكنهم لغفلتهم وقلة فكرهم في العاقبة وإصرارهم على المعاصي في صورة من يقدر ذلك ويطمع فيه. ونظيره{ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ } العنكبوت 22،{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } الأنفال 59. فإن قلت أين مفعولا «حسب»؟ قلت اشتمال صلة أن على مسند ومسند إليه سدّ مسدّ المفعولين كقوله تعالى{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } البقرة 214 ويجوز أن يضمن حسب معنى قدر وأم منقطعة. ومعنى الإضراب فيها أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأوّل، لأن ذاك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه، وهذا يظن أنه لا يجازى بمساويه { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس الذي يحكمونه حكمهم هذا. أو بئس حكماً يحكمونه حكمهم هذا، فحذف المخصوص بالذم.