الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

{ تِلْكَ } تعظيم لها وتفخيم لشأنها، يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها. لم يعلق الموعد بترك العلو والفساد، ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما، كما قالوَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } هود 113 فعلق الوعيد بالركون. وعن علي رضي الله عنه إنّ الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه، فيدخل تحتها. وعن الفضيل أنه قرأها ثم قال ذهبت الأماني ههنا. وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يردّدها حتى قبض. ومن الطماع من يجعل العلوّ لفرعون، والفساد لقارون، متعلقاً بقولهإِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ٱلأَرْضِ } القصص 4،وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلأرْضِ } القصص 77 ويقول من لم يكن مثل فرعون وقارون فله تلك الدار الآخرة، ولا يتدبر قوله { وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } كما تدبره عليّ والفضيل وعمر.