الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }

{ فِى زِينَتِهِ } قال الحسن في الحمرة والصفرة. وقيل خرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب، ومعه أربعة آلاف على زيه. وقيل عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر، وعن يمينه ثلثمائة غلام، وعن يساره ثلثمائة جارية، بيض عليهنّ الحلي والديباج. وقيل في تسعين ألفاً عليهم المعصفرات، وهو أوّل يوم رؤي فيه المعصفر كان المتمنون قوماً مسلمين وإنما تمنوه على سبيل الرغبة في اليسار والاستغناء كما هو عادة البشر. وعن قتادة تمنوه ليتقربوا به إلى الله وينفقوه في سبل الخير. وقيل كانوا قوماً كفاراً. الغابط هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه. والحاسد هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه فمن الغبطة قوله تعالى { يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِىَ قَـٰرُونُ } ومن الحسد قولهوَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْض } النساء 32 وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم 819 هل يضر الغبط؟ فقال " لا إلا كما يضر العضاه....... الخبط " والحظ الجدّ، وهو البخت والدولة وصفوه بأنه رجل مجدود مبخوت، يقال فلان ذو حظ، وحظيظ، ومحظوظ، وما الدنيا إلا أحاظ وجدود.