الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ }

استعجلوا العذاب الموعود فقيل لهم { عَسَىٰۤ أَن يَكُونَ } ردفكم بعضه وهو عذاب يوم بدر فزيدت اللام للتأكيد كالباء فيوَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ } البقرة 195 أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو دنا لكم وأزف لكم، ومعناه وتبعكم ولحقكم، وقد عدي. بمن قال
فَلَمَّا رَدِفْنَا مِنْ عُمَيْرٍ وَصَحْبِهِ تَوَلَّوا سِرَاعاً وَالمَنِيَّةُ تُعْنِقُ   
يعني دنونا من عمير، وقرأ الأعرج ردف لكم، بوزن ذهب، وهما لغتان، والكسر أفصح. وعسى ولعل وسوف - في وعد الملوك ووعيدهم - يدل على صدق الأمر وجدّه وما لا مجال للشكّ بعده، وإنما يعنون بذلك إظهار وقارهم وأنهم لا يعجلون بالانتقام لإدلالهم بقهرهم وغلبتهم ووثوقهم أنّ عدوّهم لا يفوتهم، وأن الرمزة إلى الأغراض كافية من جهتهم فعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده.