الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ }

وكان الرجل يخرج مسافراً فيمر بطائر فيزجره، فإن مر سانحاً تيمن، وإن مر بارحاً تشاءم، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر، استعير لما كان سببهما من قدر الله وقسمته أو من عمل العبد الذي هو السبب في الرحمة والنقمة. ومنه قالوا طائر الله لا طائرك، أي قدر الله الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر، لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن، فلما قالوا اطيرنا بكم، أي تشاءمنا وكانوا قد قحطوا { قَالَ طَٰۤئِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله، وهو قدره وقسمته، إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم. ويجوز أن يريد عملكم مكتوب عند الله، فمنه نزل بكم ما نزل، عقوبة لكم وفتنة. ومنه قولهطَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ } يس 19،وَكُلَّ إِنْسَـٰنٍ أَلْزَمْنَـٰهُ طَـائِرَهُ فِى عُنُقِهِ } الإسراء 13. وقرىء «تطيرنا بكم»، على الأصل. ومعنى تطير به تشاءم به. وتطير منه نفر منه { تُفْتَنُونَ } تختبرون. أو تعذبون. أو يفتنكم الشيطان بوسوسته إليكم الطيرة.