الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ }

{ سَنَنظُرُ } من النظر الذي هو التأمل والتصفح. وأراد أصدقت أم كذبت، إلا أن { كُنتَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } أبلغ، لأنه إذا كان معروفاً بالانخراط في سلك الكاذبين كان كاذباً لا محالة، وإذا كان كاذباً اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به، { تَوَلَّ عَنْهُمْ } تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه، ليكون ما يقولونه بمسمع منك. و { يَرْجِعُونَ } من قوله تعالىيَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْض ٱلْقَوْلَ } سبأ 31 يقال دخل عليها من كوّة فألقى الكتاب إليها وتوارى في الكوّة. فإن قلت لم قال فألقه إليهم، على لفظ الجمع؟ قلت لأنه قال وجدتها وقومها يسجدون للشمس، فقال فألقه إلى الذين هذا دينهم، اهتماماً منه بأمر الدين، واشتغالاً به عن غيره. وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك.