الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }

المبصرة الظاهرة البينة. جعل الإبصار لها وهو في الحقيقة لمتأمّليها، لأنهم لابسوها وكانوا بسبب منها بنظرهم وتفكرهم فيها. ويجوز أن يراد بحقيقة الإبصار كل ناظر فيها من كافة أولي العقل، وأن يراد إبصار فرعون وملئه. لقولهوَٱسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ } النمل 14 أو جعلت كأنها تبصر فتهدي، لأنّ العمي لا تقدر على الاهتداء، فضلاً أن تهدي غيرها. ومنه قولهم كلمة عيناء، وكلمة عوراء، لأن الكلمة الحسنة ترشد، والسيئة تغوي. ونحوه قوله تعالىلَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَائِرَ } الإسراء 102 فوصفها بالبصارة، كما وصفها بالإبصار. وقرأ عليّ بن الحسين رضي الله عنهما وقتادة «مَبصرة»، وهي نحو مجبنة ومبخلة ومجفرة، أي مكاناً يكثر فيه التبصر.