الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }

أراد آية ملجئة إلى الإيمان قاصرة عليه. { فَظَلَّتْ } معطوف على الجزاء الذي هو ننزل، لأنه لو قيل أنزلنا، لكان صحيحاً. ونظيره فأصدق وأكن، كأنه قيل أصدق. وقد قرىء «لو شئنا لأنزلنا». وقرىء «فتظل أعناقهم» فإن قلت كيف صحّ مجيء خاضعين خبراً عن الأعناق قلت أصل الكلام فظلوا لها خاضعين، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع، وترك الكلام على أصله، كقوله ذهبت أهل اليمامة، كأنّ الأهل غير مذكور. أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء، قيل خاضعين، كقوله تعالىلِى سَاجِدِينَ } يوسف 4. وقيل أعناق الناس رؤسائهم ومقدّموهم، شبهوا بالأعناق كما قيل لهم هم الرؤوس والنواصي والصدور. قال
فِي مَحْفِلٍ مِنْ نَوَاصِي النَّاسِ مَشْهُودِ   
وقيل جماعات الناس. يقال جاءنا عنق من الناس لفوج منهم. وقرىء «فظلت أعناقهم لها خاضعة». وعن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية. قال ستكون لنا عليهم الدولة، فتذلّ لنا أعناقهم بعد صعوبة، ويلحقهم هوان بعد عزّة.