الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ }

{ مُنذِرُونَ } رسل ينذرونهم { ذِكْرِى } منصوبة بمعنى تذكرة. إمّا لأنّ «أنذر، وذكر» متقاربان، فكأنه قيل مذكرون تذكرة. وإمّا لأنها حال من الضمير في منذرون أي، ينذرونهم ذوي تذكرة. وإمّا لأنها مفعول له على معنى أنهم ينذرون لأجل الموعظة والتذكرة. أو مرفوعة على أنها خبر مبتدأ محذوف، بمعنى هذه ذكرى. والجملة اعتراضية. أو صفة بمعنى منذرون ذوو ذكرى. أو جعلوا ذكرى لإمعانهم في التذكرة وإطنابهم فيها. ووجه آخر وهو أن يكون ذكرى متعلقة بأهلكنا مفعولاً له. والمعنى وما أهلكنا من أهل قرية ظالمين إلا بعدما ألزمناهم الحجة بإرسال المنذرين إليهم، ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم، فلا يعصوا مثل عصيانهم { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } فنهلك قوماً غير ظالمين. وهذا الوجه عليه المعوّل. فإن قلت كيف عزلت الواو عن الجملة بعد «إلا» ولم تعزل عنها في قولهوَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَـٰبٌ مَّعْلُومٌ } الحجر 4؟ قلت الأصل عزل الواو لأن الجملة صفة لقرية، وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف كما في قولهسَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } الكهف 22.