أراد بالعالمين الناس أي أتأتون من بين أولاد آدم عليه السلام ــ على فرط كثرتهم وتفاوت أجناسهم وغلبة إناثهم على ذكورهم في الكثرة ـــ ذكرانهم كأن الإناث قد أعوزتكم. أو أتأتون أنتم ـــ من بين من عداكم من العالمين ـــ الذكران، يعني أنكم يا قوم لوط وحدكم مختصون بهذه الفاحشة. والعالمون على هذا القول كل ما ينكح من الحيوان { مّنْ أَزْوٰجِكُمْ } يصلح أن يكون تبييناً لما خلق، وأن يكون للتبعيض، ويراد بما خلق العضو المباح منهنّ. وفي قراءة ابن مسعود «ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم»، وكأنهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم.بل أنتم قوم عادون العادي المتعدّي في ظلمة، المتجاوز فيه الحدّ، ومعناه أترتكبون هذه المعصية على عظمها، بل أنتم قوم عادون في جميع المعاصي، فهذا من جملة ذاك، أو بل أنتم قوم أحقاء بأن توصفوا بالعدوان، حيث ارتكبتم مثل هذه العظيمة.