الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ } * { قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } * { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

ليس هذا بإخبار بالتكذيب، لعلمه أن عالم الغيب والشهادة أعلم، ولكنه أراد أني لا أدعوك عليهم لما غاظوني وآذوني، وإنما أدعوك لأجلك ولأجل دينك، ولأنهم كذبوني في وحيك ورسالتك، فاحكم { بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ } والفتاحة الحكومة. والفتاح الحاكم، لأنه يفتح المستغلق كما سمى فيصلاً، لأنه يفصل بين الخصومات. الفلك السفينة، وجمعه فلك قال الله تعالىوَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ } النحل 14 فالواحد بوزن قفل، والجمع بوزن أسد، كسروا فعلاً على فعل، كما كسروا فعلاً على فعل، لأنهما أخوان في قولك العرب والعرب، والرشد والرشد. فقالوا أسد وأسد، وفلك وفلك. ونظيره بعير هجان، وإبل هجان، ودرع دلاص، ودروع دلاص، فالواحد بوزن كناز، والجمع بوزن كرام. والمشحون المملوء. يقال شحنها عليهم خيلاً ورجالاً.