الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }

القوم مؤنثة، وتصغيرها قويمة. ونظير قوله { ٱلْمُرْسَلِينَ } والمراد نوح عليه السلام قولك فلان يركب الدواب ويلبس البرود، وماله إلا دابة وبرد. قيل أخوهم لأنه كان منهم، من قول العرب يا أخا بني تميم، يريدون يا واحداً منهم. ومنه بيت الحماسة
لاَ يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حِينَ يَنْدُبُهُمْ في النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا   
كان أميناً فيهم مشهوراً بالأمانة، كمحمد صلى الله عليه وسلم في قريش { وَأَطِيعُونِ } في نصحي لكم وفيما أدعوكم إليه من الحق { عَلَيْهِ } على هذا الأمر، وعلى ما أنا فيه، يعني دعاءه ونصحه ومعنى { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } فاتقوا الله في طاعتي، وكرره ليؤكده عليهم ويقرّره في نفوسهم، مع تعليق كل واحدة منهما بعلة، جعل علة الأوّل كونه أميناً فيما بينهم،وفي الثاني حسم طمعه عنهم.