الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }

{ غَرَاماً } هلاكاً وخسراناً ملحاً لازماً قال
وَيَوْمُ النِّسَارِ وَيَوْمُ الْجِفَا رِكَانَا عَذَاباً وَكَانَا غَرَامَا   
وقال
إنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً وَإنْ يُعْـــ ـــطِ جَزِيلاً فَإنَّهُ لا يُبَالِي   
ومنه الغريم لإلحاحه ولزامه. وصفهم بإحياء الليل ساجدين وقائمين، ثم عقبه بذكر دعوتهم هذه، إيذاناً بأنهم مع اجتهادهم خائفون مبتهلون إلى الله تعالى في صرف العذاب عنهم، كقوله تعالىوَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } المؤمنون 60. { سَاءتْ } في حكم «بئست»، وفيها ضمير مبهم يفسره مستقرّاً، والمخصوص بالذم محذوف، معناه ساءت مستقرّاً ومقاماً هي. وهذا الضمير هو الذي ربط الجملة باسم إنّ وجعلها خبراً لها. ويجوز أن يكون { سَاءتْ } بمعنى أحزنت. وفيها ضمير اسم إنّ. و { مُسْتَقَرّاً } حال أو تمييز، والتعليلان يصحّ أن يكونا متداخلين ومترادفين، وأن يكونا من كلام الله وحكاية لقولهم.