الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }

البروج منازل الكواكب السبعة السيارة الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت وسميت بالبروج التي هي القصور العالية لأنها لهذه الكواكب كالمنازل لسكانها. واشتقاق البرج من التبرج لظهوره. والسراج الشمس كقوله تعالىوَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } نوح 16 وقرىء «سرجا» وهي الشمس والكواكب الكبار معها. وقرأ الحسن والأعمش «وقمراً منيراً» وهي جمع ليلة قمراء، كأنه قال وذا قمر منيراً لأنّ الليالي تكون قمراً بالقمر، فأضافه إليها. ونظيره ـــ في بقاء حكم المضاف بعد سقوطه وقيام المضاف إليه مقامه ـــ قول حسان
بَرْدَى يُصَفِّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ   
يريد ماء بردى، ولا يبعد أن يكون القمر بمعنى القمر كالرشد والرشد، والعرب والعرب.