الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً }

مثال { إِلاَّ مَن شَاء } المراد إلاّ فعل من شاء واستثنائه عن الأجر قول ذي شفقة عليك قد سعى لك في تحصيل مال ما أطلب منك ثواباً على ما سعيت إلاّ أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه. فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب، ولكن صوّره هو بصورة الثواب وسماه باسمه، فأفاد فائدتين، إحداهما قلع شبهة الطمع في الثواب من أصله، كأنه يقول لك إن كان حفظك لمالك ثواباً فإني أطلب الثواب، والثانية إظهار الشفقة البالغة وأنك إن حفظت مالك اعتدّ بحفظك ثواباً ورضي به كما يرضى المثاب بالثواب. ولعمري إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع المبعوث إليهم بهذا الصدد وفوقه. ومعنى اتخاذهم إلى الله سبيلاً تقربهم إليه وطلبهم عنده الزلفى بالإيمان والطاعة. وقيل المراد التقرّب بالصدقة والنفقة في سبيل الله.