الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً }

قرىء «الريح» و «الرياح نشرا» إحياء. ونشرا جمع نشور، وهي المحيية. ونشرا تخفيف نشر، وبشرا تخفيف بشر جمع بشور وبشرى. و { بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ } استعارة مليحة، أي قدام المطر { طَهُوراً } بليغاً في طهارته. وعن أحمد بن يحيى هو ما كان طاهراً في نفسه مطهراً لغيره، فإن كان ما قاله شرحاً لبلاغته في الطهارة كان سديداً. ويعضده قوله تعالىوَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ٱلسَّمَاء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ } الأنفال 11 وإلاّ فليس «فعول» من التفعيل في شيء. والطهور على وجهين في العربية صفة، واسم غير صفة فالصفة قولك ماء طهور، كقولك طاهر، والاسم قولك لما يتطهر به طهور، كالوضوء والوقود، لما يتوضأ به وتوقد به النار. وقولهم تطهرت طهوراً حسناً، كقولك وضوأً حسناً، ذكره سيبويه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم 776 " لا صلاة إلاّ بطهور " أي طهارة. فإن قلت ما الذي يزيل عن الماء اسم الطهور؟ قلت تيقن مخالطة النجاسة أو غلبتها على الظنّ، تغير أحد أوصافه الثلاثة أو لم يتغير. أو استعماله في البدن لأداء عبادة عند أبي حنيفة وعند مالك بن أنس رضي الله عنهما ما لم يتغير أحد أوصافه فهو طهور. فإن قلت فما تقول في قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن بئر بضاعة فقال 777 " الماء طهور لا ينجسه شيء إلاّ ما غير لونه أو طعمه أو ريحه " ؟ قلت قال الواقدي كان بئر بضاعة طريقاً للماء إلى البساتين.