ثم أقبل عليه مسلياً ومواسياً وواعداً النصرة عليهم، فقال { وَكَذٰلِكَ } كان كل نبيّ قبلك مبتلى بعداوة قومه. وكفاك بي هادياً إلى طريق قهرهم والانتصار منهم. وناصراً لك عليهم مهجوراً تركوه وصدّوا عنه وعن الإيمان به. وعن النبي صلى الله عليه وسلم 773 " من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفاً لم يتعاهده ولم ينظر فيه، جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول يا رب العالمين، عبدك هذا اتخذني مهجوراً، اقضي بيني وبينه " ، وقيل هو من هجر، إذا هذي، أي جعلوه مهجوراً فيه. فحذف الجار وهو على وجهين، أحدهما زعمهم أنه هذيان وباطل وأساطير الأوّلين. والثاني أنهم كانوا إذا سمعوه هجروا فيه، كقوله تعالى{ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } فصلت 26 ويجوز أن يكون المهجور بمعنى الهجر، كالمجلود والمعقول. والمعنى اتخذوه هجراً والعدوّ يجوز أن يكون واحداً وجمعاً. كقوله{ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِى } الشعراء 77 وقيل المعنى وقال الرسول يوم القيامة.