الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً }

وقرىء { تَشَقَّقُ } والأصل تتشقق، فحذف بعضهم التاء، وغيره أدغمها. ولما كان انشقاق السماء بسبب طلوع الغمام منها، جعل الغمام كأنه الذي تشقّق به السماء، كما تقول شقّ السنام بالشفرة وانشق بها. ونظيره قوله تعالىالسَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ } المزمل 18. فإن قلت أي فرق بين قولك انشقت الأرض بالنبات، وانشقت عن النبات؟ قلت معنى انشقت به أن الله شقها بطلوعه فانشقت به. ومعنى انشقت عنه أن التربة ارتفعت عنه عند طلوعه. والمعنى أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها، وفي الغمام الملائكة ينزلون وفي أيديهم صحائف أعمال العباد، وروي تنشق سماء سماء، وتنزل الملائكة إلى الأرض. وقيل هو غمام أبيض رقيق، مثل الضبابة، ولم يكن إلاّ لبني إسرائيل في تيههم. وفي معناه قوله تعالىهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ } البقرة 210. وقرىء وننزل الملائكة، وتنزل الملائكة، ونزل الملائكة، ونزلت الملائكة، وأنزل الملائكة، وَنُزِلَ الملائكة، ونزّلَ الملائكة، على حذف النون الذي هو فاء الفعل من ننزل قراءة أهل مكة.