الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ }

القاعد التي قعدت عن الحيض والولد لكبرها { لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً } لا يطمعن فيه والمراد بالثياب الظاهرة كالملحفة والجلباب الذي فوق الخمار { غَيْرَ مُتَبَرّجَـٰتِ بِزِينَةٍ } غير مظهرات زينة، يريد الزينة الخفيفة التي أرادها في قولهوَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ } النور 31 أو غير قاصدات بالوضع التبرج، ولكن التخفف إذا احتجن إليه. والاستعفاف من الوضع خير لهنّ لما ذكر الجائز عقبه بالمستحب، بعثاً منه عن اختيار أفضل الأعمال وأحسنها، كقولهوَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } البقرة 237،وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } البقرة 280. فإن قلت ما حقيقة التبرج؟ قلت تكلف إظهار ما يجب إخفاؤه من قولهم سفينة بارج، لا غطاء عليها. والبرج سعة العين، يرى بياضها محيطاً بسوادها كله لا يغيب منه شيء، إلاّ أنه اختصّ بأن تتكشف المرأة للرجال بإبداء زينتها وإظهار محاسنها. وبدأ، وبرز بمعنى ظهر، من أخوات تبرج وتبلج، كذلك.