الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

وقرىء «لا يحسبن» بالياء. وفيه أوجه أن يكون { مُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ } هما المفعولان. والمعنى لا يحسبن الذين كفروا أحداً يعجز الله في الأرض حتى يطمعوا في مثل ذلك. وهذا معنى قوي جيد. وأن يكون فيه ضمير الرسول لتقدم ذكره في قوله { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } وأن يكون الأصل لا يحسبنهم الذين كفروا معجزين، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأوّل، وكان الذي سوّغ ذلك أنّ الفاعل والمفعولين لما كانت لشيء واحد، اقتنع بذكر اثنين عن ذكر الثالث وعطف قوله { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } على لا يحسبنّ الذين كفروا معجزين كأنه قيل الذين كفروا لا يفوتون الله ومأواهم النار. والمراد بهم المقسمون جهد أيمانهم.